نبذة عن الكتاب
السيرة الذاتية لإبليس بقلم د. علي بكي ... عُرِفت في الكون الإلهي باسم لوسيفر، نجم الصباح، لقد كُنت التجسيد المضيء للوهج السماوي في الامتدادات التي لا تُسْبَرُ عبر مملكة السماء... كنتُ عرضاً للتصميم الإلهي، مُتألقًا وأثيريًا، وتجلَّى نسيج الكون في أجنحتي الآسرة بألوان الياقوت، لقد كُنت شهادة مُشعة على القوة المطلقة لإبداع الرَب... ومع ذلك، فإن بذرة شريرة من الكبرياء بدأت تنمو داخلي مثل كرمةٍ طُفَيلِية، وَتَشقُ طريقها عبر صميم كياني.. تلتهم جوهري وتدفعني نحو الهاوية...لقد تجرأت على التشكيك في التفويض الإلهي، وهمست سِرًا في الأذنين البريئين لآدم وحواء، أسلاف البشرية البدائيين، موجهًا إِياهم نحو حقيقةٍ كانت مَحجوبةً بعناية عن براءتهم البِكْر، حثثتهم على تذوق هذه الثمرة المُسكِرة من شجرة المعرفة التي حُرِما منها وتحطيم قفص الجهل... حدث هذا الانتهاك الجريء وغير المسبوق في الهدوء الشاعري لِمَلاذ عدن، وكانت أفعالي هي الصَوّان الذي أشعل حقبة جديدة يتردد صداها عبر أروقة الزمن وفي جوهر الخلق نفسه. رأيت نور الانفجار العظيم ورافقت صُنع الكواكب والنجوم ومن اختفوا في عَوالِم أُخرى، وارتحلت عبر جدران الزمان والمكان، لقد كُنت هناك حين تمت خياطة الأرض على سواحل المُحيطات، كُنت هناك حين بَدأتم تَتَجَسَّدُون كالجراثيم المحبوبة وَكُنتُ حينها أَكبركم عُمراً بملايين السنين.... لكن هذه قصةٌ أخرى لوقت أخر، الليلة، سأقص عليك حِكايتي على هذا الكوكب الأزرق...لا تقلق، الوقت الآن سيتوقف".
top of page
50.00AEDPrice
bottom of page